Admin Admin
Number of posts : 22 Age : 59 Location, Address, Country : Qarmat-Ali, Basrah / Iraq College / Department : College of Education / English Dept. Registration date : 2007-10-11
| Subject: Pope's Speech / P2 Sat Feb 23, 2008 9:02 pm | |
| كلمة البابا / ج2
وتذكرت كل هذا مؤخرا عندما قرأت اصدار الاستاذ ثيودور خوري (جامعة مونستر) لجزء من حوار دار ربما في العام 1391 في ثكنات الجيش الشتوية قرب انقرة بين الامبراطور البيزنطي الحاذق مانويل الثاني باليولوغوس وفارسي متعلم حول موضوع المسيحية والاسلام، وحقيقة كل منهما. ويرجح ان الامبراطور نفسه هو من دوّن الحوار هذا، اثناء حصار القسطنطينية بين العامين 1392 و,1401 وهذا ما يفسر لماذا حظيت حججه بتفصيل اكبر من حجج محاوره الفارسي. ويتمد الحوار باتساع حول بنى الايمان التي يحتويها التوراة والقرآن، ويتناول خصوصا العلاقة ما بين ثلاثة <قوانين> كما اسمياها او <قواعد للحياة>: العهد القديم والعهد الجديد والقرآن. وليست في نيتي مناقشة هذه المسألة في المحاضرة الراهنة، حيث اود هنا ان اناقش نقطة واحدة فقط كانت هامشية بذاتها في مجمل الحوار وهي أنني عثرت، في سياق موضوع <الايمان والعقل>، ما اجده مثيرا للاهتمام ويمكنه أن يخدم كنقطة بداية في تأملاتي حول المسألة هذه. في الحوار السابع (الجدال) الذي حرره الاستاذ خوري، يلامس الامبراطور موضوع الحرب المقدسة. ويبدو ان الامبراطور كان يعرف السورة هذه <لا إكراه في الدين> (سورة البقرة الآية 256). ووفقا للخبراء، فإن هذه السورة قد نزلت في مرحلة مبكرة، عندما كان محمد ما زال بلا حول ومهددا. لكن من الطبيعي ان الامبراطور كان يعرف التعليمات، التي تطورت لاحقا ودونت في القرآن، والمتعلقة بالحرب المقدسة. ومن دون الغوص في التفاصيل، على غرار الاختلاف في المعاملة التي حظي بها <اصحاب الكتاب> و<الكفار>، يتوجه الى محاوره بجلافة مفزعة، وهي جلافة تدهشنا، بالسؤال المركزي عن العلاقة بين الدين والعنف عموما، قائلا <أرني ما جلب محمد من جديد، وستعثر هناك على اشياء شريرة وغير انسانية وحسب، كإيعاز بنشر الايمان الذي بشر به بالسيف>. وبعدما عبر الامبراطور عن نفسه بهذه القوة، مضى الى تفسير مفصل للاسباب التي تجعل من نشر عبر العنف أمرا غير عقلاني. لا يتوافق العنف مع طبيعة الله ومع طبيعة الروح. ويقول <الله لا يُسر بالدم والعمل بلاعقلانية مخالف لطبيعة الله. ولد الايمان من الروح وليس من الجسد. ومن يرد أن يقود امرأً الى الايمان يحتَجْ الى القدرة على التحدث الفطن وإظهار العقل إظهارا ملائما، من دون عنف ولا تهديدات... ولاقناع روح عاقلة، لا يحتاج المرء الى ذراع قوية، او الى سلاح من أي نوع، ولا غير ذلك من وسائل تهديد الشخص بالموت...>. البيان الحاسم في الحجة هذه ضد تغيير الدين بالعنف هو الآتي: عدم العمل وفقا للعقل، يخالف طبيعة الله. ويلاحظ المحرر، ثيودور خوري، التالي: بالنسبة الى الامبراطور، وهو بيزنطي كونته الفلسفة اليونانية، فهذا البيان بديهي. لكن بالنسبة الى التعاليم الاسلامية، فإن الله متعالٍ بإطلاق. لا ترتبط ارادته بأي من تصنيفاتنا، ولا حتى بالعقلانية. ويقتبس خوري هنا من عمل (للاختصاصي في الفكر) الاسلامي الفرنسي المعروف ر. ارنالديز، الذي يشير الى ان ابن حزم يمضي بعيدا الى حد الاعلان ان الله عير مقيد حتى بكلمته، وأن ما من شيء سيرغمه على كشف الحقيقة لنا. فعندما تحل إرادة الله، سنكون قادرين حتى على عبادة الأوثان.
| |
|