Admin Admin
Number of posts : 22 Age : 59 Location, Address, Country : Qarmat-Ali, Basrah / Iraq College / Department : College of Education / English Dept. Registration date : 2007-10-11
| Subject: Pope's Speech / P3 Sat Feb 23, 2008 9:20 pm | |
| كلمة البابا / ج 3
عند هذه النقطة نكون في مواجهة مأزق لا مفر منه، بقدر ما يتعلق الامر بفهم الله وبتلك الممارسة الدينية المحددة. هل القناعة بأن العمل على نحو مناف للعقل تتعارض مع طبيعة الله هي مجرد فكرة اغريقية، او هل هي دائما حقيقية بحد ذاتها؟ اعتقد اننا نستطيع هنا رؤية التناغم العميق بين ما هو اغريقي بأفضل معنى للكلمة والفهم التوراتي للايمان بالله. وبتعديل الآية الاولى من <سفر التكوين>، الاولى في كل التوراة، بدأ يوحنا انجيله بالكلمات الآتية: <في البدء كانت الكلمة> (logos). هذه هي الكلمة ذاتها التي استخدمها الامبراطور: ان الله يعمل بالكلمة. وتعني <الكلمة> logos هنا الكلمة والعقل معا(1) عقل خلاق وقادر على التواصل مع ذاته، وبالتحديد كعقل. ولذلك لفظ يوحنا الكلمة النهائية حول المفهوم التوراتي عن الله، وبهذه الكلمة التي غالبا ما تكون عسيرة ومعذبة، تجد كل خيوط الايمان التوراتي تراكمها وتراكبها. ويقول الانجيلي، في البداية كانت <الكلمة>، و<الكلمة هي الله>. ولم يحصل اللقاء بين الرسالة التوراتية والفكر الاغريقي بالمصادفة. فرؤية القديس بولس الذي رأى ان الدروب الى آسيا مقطوعة ورأى في حلمه مقدونياً يدعوه قائلا: <تعال الى مقدونيا وساعدنا> (اعمال الرسل 61610) (2) يمكن تأويل الرؤية هذه ك<تكثيف> للضرورة الحيوية لتقارب بين الايمان التوراتي والتحقيق الاغريقي. وفي الحقيقة، كان هذا التقارب يجري منذ فترة. فالاسم الغامض لله، الذي ظهر من الدغل المشتعل، هو اسم يفصل هذا الاله عن غيره من الكائنات الإلهية وأسمائها الكثيرة ويعلن ببساطة <انا هو>، ليقدم تحديا لمفهوم الخرافة التي تتخذ محاولة سقراط التغلب والسمو عليها، شكلا مشابها للغاية. وتبلغ العلمية التي بدأت في الدغل المشتعل نضجا جديدا في <العهد القديم> في زمن النفي، عندما اعلن إله اسرائيل، اسرائيل المحرومة الآن من ارضها وعبادتها، إله السماء والارض ووصف في صيغة بسيطة تعيد صدى الكلمات لفظت عند الدغل المشتعل: <أنا هو>؟ ترافق الفهم الجديد هذا لله مع نوع من الاستنارة التي وجدت تعبيرا شاملا في السخرية من الآلهة التي كانت من صنع يدي البشر (راجع المزمور 115). وعلى الرغم من الصراع المرير مع اولئك الحكام الهلنستيين الذين سعوا الى تكييف قسري للعادات ولعبادة الاوثان عند الاغريق، فإن الايمان التوراتي في الحقبة الهلنستية، التقى بأفضل ما انتجه الفكر الاغريقي على مستوى عميق، ونتج عن ذلك إغناء متبادل واضح خصوصا في أدب الحكمة اللاحقة.
| |
|